تدمر وملكتها زنوبيا: ما قصة المدينة السورية التاريخية العريقة؟

تقع مدينة تدمر حاليا في محافظة حمص السورية، وتوحي آثارها المتآكلة مابين الصحاري والجبال بتعاقب عدة حضارات عليها. كانت تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول للميلاد، وكانت ذات أهمية كبيرة كونها تربط بين الإمبراطورية المتوسطية التي كانت تسيطر عليها روما وبين كبرى الحضارات الشرقية مما جعلها مكانا لتوقف القوافل العابرة وسوقا كبيرا لتبادل البضائع.
حكمت تدمر الملكة زنوبيا بعد اغتيال زوجها واستطاعت أن تحصل على استقلالية المدينة من الرومان في القرن الثالث الميلادي .فبعد أن ضمت أراض كثيرة من بلاد فارس إلى مملكتها، أجبرت الإمبراطور الروماني أنذاك على التنازل لتدمر لصالحها. لم تكتف الملكة زنوبيا بذلك، بل وأصرت على الإستيلاء على مصر فقطعت رأس الإمبراطور الروماني عندما عارضها وارسلت إلى أهالي الإسكندرية مصرحة بأن المدينة هي مدينة أجدادها كي تضفي شرعية استيلائها على المدينة.
قضمت الملكة زنوبيا المزيد من الأراضي ضمن ما يعرف اليوم بسوريا ولبنان وفلسطين. ازداد نفوذها حتى قررت منع الحبوب المتدفقة من مصر عن الإمبراطورية الرومانية. كان تحديها للإمبراطورية الرومانية سببا في إعلان الحرب عليها حيث قام الإمبراطور الروماني أنذاك بمحاصرة تدمر، فحاولت الملكة الفرار لكن دون جدوى وتم القبض عليها قبل أن تتمكن من عبور نهر الفرات.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *