
يسعى العراقيون دائمًا إلى خلق أجواء فريدة في كل عيد، من خلال الحفاظ على التقاليد القديمة المرتبطة بهذه المناسبة. ومن هذه التقاليد شراء الملابس الجديدة، وإعداد الحلويات، وتبادل الزيارات، وإعطاء المال (العيديات) للأطفال. كما يولي العراقيون أهمية كبيرة لأداء صلاة العيد في المساجد وتبادل التهاني بمناسبة عيد الفطر، وبعد ذلك يقومون بزيارة المقابر، وهذه العادة مستمرة منذ زمن طويل. وفي المساء تزدحم الأسواق والمجمعات التجارية الكبرى ومدن الملاهي، حيث يتجمع الناس لقضاء أوقات ممتعة مليئة بالبهجة، ، ولا سيما بالنسبة للأطفال ممن يرتدون عادة ملابسهم الجديدة بمناسبة العيد، حيث لا يسمح لهم بارتدائها إلا صباح يوم العيد. ثم يجتمع أفراد الأسرة عادة في منزل الوالدين أو منزل الأخ الأكبر، حيث يجتمعون على مائدة إفطار العيد، والتي تتكون من الأطباق التقليدية وأبرزها الكاهي والقيمر، ويعتبر “الكاهي والقيمر” أكلة عراقية شهيرة اعتادت الأسر العراقية أن تعتمدها وجبة الفطور الرئيسية أيام الأعياد والعطل الرسمية.
مع اقتراب عيد الفطر، وتحديداً خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، تقوم ربات البيوت بتنظيف منازلهن وتهيئتها لاستقبال المهنئين بالعيد. إذ تحرص ربات البيوت على أن يكون كل شيء مرتبا لاستقبال العيد، بالإضافة إلى التوجه إلى الأسواق لشراء الملابس والمجوهرات الجديدة استعداداً للعيد. وفي ليلة العيد، يشارك أفراد الأسرة في صنع “الكليجة”، وهي عبارة عن عجينة محشوة بالتمر مع مجموعة من البهارات مثل الهيل، أو بحشوات أخرى مثل جوز الهند مع الهيل والسكر، أو السمسم مع الهيل والسكر، ثم تخبز بالفرن. تستغرق عملية تحضير عجينة “الكليجة” ما بين ثلاث إلى سبع ساعات، حسب الكمية المعدة وتوافر الفرن المناسب. وتبرز خلال الزيارات حلوى “الكليجة” من بين الحلويات العراقية التي ترمز للعيد، وتتكون من عدة أنواع، مثل التمر والجوز، وتقدم مع الشاي أو القهوة للضيوف.