
الغضب هو إحدى مشاعر الإنسان الأربعة الأساسية، وهو حالة طبيعية و قد تكون صحيّة إن تم السيطرة عليه وتوجيههُ بطريقة صحيحة، تماماً مثل شعور السعادة أو الحزن أو الخوف. وقد ذكر وتكلم النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم عن الغضب كثيراً ولكن أهمّها هو هذا الحديث الشريف “لا تغضب ولك الجنّة”، وسنذكر في المقالات اللاحقة بعض أهم الإقتباسات المُهمّة عن الغضب.
ويختلف تعريف الغضب من شخص لأخر في شكله، وحِدّته، وأسبابه، ومُدة تأثيره، وطرق التعبير عنه، وحتى إن تم الاعتراف به أم لا، فالبعض يدرك جيداً غضبه، بينما يفشل البعض الآخر في التعرف على شعور الغضب عند حدوثه، وهذه مشكلة بحد ذاتها.
والغضب لهُ درجات مُختلفة تتبدأ بالسخط الخفيف، وبعدها الغيظ، ثم الغضب الشديد، ويترتّب بسبب الغضب بعض الآثار النفسية مثل الإحساس بالحزن أو بالذنب إن تم فعل سيء نتيجة للغضب، أو آثار جسدية مُضرّة بالصحة، منها إرتفاع مُعدّل ضربات القلب، وضغط الدم، وإفراز هرمونات التوتر المُصاحبة للغضب إلى تدمير الخلايا العصبية في مناطق الدماغ المرتبطة بالتفكير والذاكرة. وقد تسبب هذه الهرمونات الى جعل الشخص الغاضب يريد أن يؤذي من حوله، وكُل هذا بسبب إحساسهُ بأنهُ تعرّض لأمر ما غير مُنصف، أو شيٍ قاسٍ أثناء حياته اليوميّة. ويُمكن تقسيم الغضب ثلاثة أنواع أساسية:
الغضب السلبيّ: يُعرَف أيضاً بالغضب العدوانيّ، فالأشخاص الذين يُعانون من هذا النوع من الغضب هُم اللذين لا يتعاملون مع مُسببات الغضب، وبدلاً من ذلك يقومون بكتمان الأسباب داخلهم، مما يؤدي إلى تحويل الحنق الذي بداخلهم إلى سلوكيات سلبية، مثل الحكم على الآخرين، ونشر الشائعات، أو حمل الضغائن.
الغضب العدوانيّ: وهو الغضب الذي يتمّ التعبير عنه ظاهرياً، حيث يرتكب أصحاب هذا النوع من الغضب بعض التصرّفات العداونيّة، مثل: الصراخ، أو يرتكبون العنف الجسدي، أو القيام بتكسير بعض المُمتلكات، أو إلحاق أذى نفسي وجسدي بالآخرين للانتقام.
الغضب الحازم: وهو من أفضل أنواع الغشب، حيث يُعبّر فيه الأشخاص أثناء التعامل مع عواطفهم وغضبهم بحزم، ولإيجاد حلّ للمشكلة عن طريق التكلّم بحزم، ونقل مشاعر الغضب بشكل هادئ، وبكلمات مُباشرة وصريحة ولكن غير جارحة، فلا يقومون بكتم الغضب بداخلهم حتى لا يتسبب بمشاكل نفسية، فيضهرونهُ ولكن يتحكّمون به.