
يخوض المئات سنوياً في قرية بروكوورث جنوب غرب إنجلترا سباقاً يوصف بأنه “الأخطر في العالم”، إذ يطاردون قرصاً من الجبن من نوع “دوبل جلوستر” على تل شديد الانحدار في غياب لعوامل السلامة. السباق الذي يوصف بأنه أحد أكثر السباقات في العالم يمتد لمسافة 200 ياردة، والفائز هو من يستطيع الإمساك بالجبن وعبور خط النهاية قبل المتسابقين الآخرين. ولكن ما يزيد صعوبة المهمة هو أن التل شديد الانحدار لدرجة أنه قد يسبب لك الدوار عند خط البداية، وليس هناك أي ضمان على الإطلاق بأنك ستنزل إلى القاع سالماً.
ورغم غرابة هذا النوع من السباقات ، يُصر السكان المحليون للحفاظ على التقليد السنوي الذي يفخرون به بشدة. والآن، مع ظهور عصر الإنترنت، أصبح هذا الحدث دولياً بحق؛ حيث يتوافد الآلاف إلى الحدث في شهر مايو، وقد جاء المتسابقون من أماكن بعيدة مثل نيوزيلندا، وأستراليا، ومصر، والولايات المتحدة. لكن الأبطال الحقيقيين هم السكان المحليون الذين يعرفون التل جيدًا.
التل الذي يَشهد السباق شديد الانحدار بشكل لا يُصدق، بانحدار أولي بزاوية 60 درجة ومتوسط انحدار 45 درجة. عند النظر إلى الأسفل من الأعلى، يبدو في البداية وكأنه انحدار حاد، وقد غيّر العديد من المتسابقين رأيهم في اللحظة الأخيرة عندما يدركون ما ينتظرهم.
من الجدير بالذكر أن اللافتات المنشورة في جميع أنحاء التل توضح أن المتسابقين يشاركون في السباق على مسؤوليتهم الخاصة، ويقول المتحمسون المحليون الذين ينظمون الحدث إنهم ليسوا منظمين رسميين، ففي حالة الإصابة، لا يوجد أحد يمكن مقاضاته، والحدث غير مؤمن عليه.
ومع ذلك، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في عام 2013 أن شرطة جلوسترشاير نصحت صانعة الجبن ديانا سمارت البالغة من العمر 86 عاماً، التي تصنع عجلة جبن دبل جلوستر التي يبلغ وزنها 6.6 رطل (ثلاثة كيلوجرامات) المستخدمة في السباق، بأنها يمكن أن تتحمل المسؤولية لأن أي شخص يسهل الحدث يمكن اعتباره منظماً افتراضياً.