
التكنلوجيا الطبيّة اليوم أصبحت مُتطورة كثيراً بسبب وجود الذكاء الإصطناعي، واليوم سنُقدم لكم واحدة من أكثر الإختراعات إلهاماً الا وهي نظارات خاصة مدعومة بالذكاء الإصطناعي ستُغيّر حياة المكفوفين كثيراً.
ستُساعد هذه النظارات الذكية المكفوفين وضِعاف البصر على “رؤية” العالم بطريقة جديدة. هي في الحقيقة لا تُعيد البصر، بل تصف الطريق وعلامات الطريق والبيئة المُحيطة بصورة آنية لِمن يرتديها عن طريق كاميرات وأجهزة استشعار وبرامج ذكاء اصطناعي مزروعة في العدسات.
فإن كان الشخص المكفوف واقفاً عند زاوية شارع ويلبس النظارة الذكيّة، ستصِف لهُ هذه النظارات حُدود الشارع وإن كان هناك أي عائق مثل رصيف عالٍ أو ناص، بالإضافة إلى قراءة علامات وإشارات العُبور مثل: “هناك إشارة حمراء، وممر مُشاة أمامك، وسيارة تقترب من اليسار، أو يقرأ إسم مطعم وحتى يعمل كجهاز GPS”. وفي محل البقالة، يُمكنها قراءة المُلصقات، والتعرف على المُنتجات، وحتى التعرف على الوجوه. تعمل النظارات الذكية كمساعد شخصي، مما يمنح الناس حُرية الحركة والإعتماد على النفس بثقة وكرامة.
ما يجعلنا مُتفائلين بهذه التقنية هو قابلية سرعة تطورها. فالذكاء الإصطناعي يزداد ذكاءً عاماً بعد عام وتزداد معه التطبيقات اليومية لهُ، مما يعني أن الإصدارات المُستقبلية لِهذه النظارات قد ترتبط بالدماغ مُباشرة، أو قد تستطيع قراءة تعابير الوجوه مِما قد يُساعد المكفوف على معرفة مشاعر الشخص الذي يتحدث معه، وغيرها من المجالات الرائعة.
وبالطبع، من المُمكن في المُستقبل القريب جعل هذه النظارات في مُتناول الجميع وبأسعار معقولة، لكن التاريخ يُظهر لنا أن التكنولوجيا التي تُغير الحياة تبدأ إما كرفاهية أو ضرورة طبيّة قبل أن تصبح شائعة، بالضبط كما حدث مع تطور الهواتف المحمولة وإنتقالها من كونها نادرة في التسعينيات إلى ضرورة ومُتوفرة لكل الناس .
إن مُجرد فكرة وجود شخص يعيش في الظلام، يستطيع الآن التنقل في العالم بثقة، هي فكرة رائعة وفي غاية الأهمية. قد لا يكون مُستقبل الرؤية بيولوجياً، بل رقمياً. وقد بدأ هذا المستقبل بالفعل.