
البتراء أو (البترا) مدينة تاريخية وأثرية تقع بجنوب الأردن، يرجع تاريخها إلى حضارة الأنباط العريقة ويصل عمرها إلى أكثر من 2000 عام، استطاعت البتراء أن تبهر العالم بهندستها المعمارية المعقدة، فهي مدينة كاملة منحوتة في الصخر، يُشار إليها باسم “مدينة الورد” بسبب لون صخورها والتي تأخذ لونًا أحمر وردي عند غروب الشمس وشروقها، اسمها مشتق من الكلمة اليونانية “بتروس”، والتي تعني الصخور.
تم تأسيس البتراء تقريبا في عام 312 قبل الميلاد لتكون عاصمة لمملكة الأنباط. وهي تقع بين البحر الأحمر والبحر الميت، وكانت تقاطعًا مهمًا بين مصر والجزيرة العربية وسوريا خلال العصور الهلنستية والرومانية. فكانت محورًا رئيسيًا على طريق تجارة التوابل الآتية من الهند والحرير الذي كان يأتي من الصين.
لحد الآن, تم استكشاف ما يقرب من 15٪ فقط من أثريات البتراء من قبل علماء الآثار، مما يعني أنها لا تزال تحتوي على الكثير من العجائب.
كانت البتراء موطن لحوالي 800 مقبرة منحوتة، وبالتالي فهي تعرف باسم “المقابر الملكية”، وأكثر هذه المقابر شهرة هي “الخزانة”. وتم بناء الخزانة في الأصل كضريح، وبسبب الملح المنبعث من البحر الميت، تم إضعاف الهياكل الموجودة في معظم موقع البتراء الأثري، حيثُ يتبلور الملح على أعمدة المباني فيضعفها ويتسبب في تآكلها.
أصبحت البتراء واحدة من مناطق التراث العالمي لليونسكو في عام 1985 بسبب هيكلها التاريخي الهام والدقيق. تم اختيارها في عام 2007 لتكون واحدة من عجائب الدنيا السبع الكبيرة في استفتاء عالمي صوت فيه أكثر من 70 مليون شخص حول العالم. وفي عام 2016 اكتشف علماء الآثار هيكلاً ضخماً لم يكن معروفاً من قبل دُفن تحت رمال البتراء، وتم رصده باستخدام صور الأقمار الصناعية.
عانت البتراء من عددٍ من الزلازل الشديدة بين القرن 1 قبل الميلاد والقرن الـثامن الميلادي. وفي عام 363 ميلادي شهدت نصف المدينة تدميرا كبيرا مما أدى إلى مداهمة وسرقة المصنوعات اليدوية التي كانت موجودة بها.