
بعد موسم مخيب للآمال عاشته إدارة وجماهير نادي ريال مدريد الإسباني وعدم تحقيق الفريق لأي بطولة محليا أو قاريا، حيث خسر بطولتي الدوري الاسباني وكأس الملك لصالح غريمه الأزلي نادي برشلونة الذي عاش واحدا من أفضل مواسمه في السنوات الأخيرة تحت قيادة مدربه الألماني هانسي فليك، وخرج من دوري الأبطال التي تعتبر بطولته المفضلة بهزيمة مذلة على يد أرسنال الإنجليزي بنتيجة 5-1 في مجموع مبارتي الذهاب والإياب، قررت إدارة النادي الإستغناء عن خدمات مدرب الفريق كارلو أنشيلوتي وتعيين المدرب الإسباني الواعد تشابي ألونسو وهو أحد أبناء النادي الملكي ونجومه السابقون.
لعب ألونسو تحت قيادة عدد من أفضل المدربين في العالم كالبرتغالي جوزيه مورينيو عندما كان لاعبا في صفوف النادي الملكي، والأسباني رافائيل بينيتز في ليفربول وبيب غوارديولا في نادي بايرن ميونخ الألماني، قبل أن يعلن إعتزاله اللعب عام 2017 ويتوجه إلى عالم التدريب. كان ألونسو لاعب خط وسط متميز جدا ويمتلك حسا تكتيكيا عاليا ويستطيع قراءة الخصوم والمباريات بشكل ملفت، الأمر الذي جعله محط إعجاب كل المدربين الذين عملوا معه ورأو فيه مشروع مدرب ناجح في المستقبل.
عاد ألونسو إلى أسبانيا بعد إعتزاله اللعب في صفوف البافاري، وبدأ مشواره كمدرب مع الفريق الثاني لريال مدريد ثم فريق ريال سوسيداد الرديف وحقق نتائج وانجازات مثيرة للغاية، أعطته السمعة والشهرة كواحد من أفضل المدربين الشباب. بدأ الاختبار الحقيقي لتشابي ألونسو عندما اختارته إدراة نادي باير ليفركوزن الألماني حيث كان النادي يحتل المركز 17 يعني ما قبل الأخير في جدول الترتيب ومهدد بالهبوط إلى الدرجة الثانية، ولكن الفنان ألونسو تمكن من إنهاء ذلك الموسم بالمركز السابع بعد أن تحسن الفريق بشكل كبير وسريع وملفت للانظار على مستوى الاداء والنتائج. بدأ الموسم الجديد 23-24 وبدأ عمل ألونسو وسحره وفنه بأسلوبه التكتيكي المرن وأفكاره الكثيرة التي حولت ليفركوزن من نادي مهدد بالهبوط إلى بطل الدوري الألماني بدون أي هزيمة، وبدأت الأندية الأوربية تتسابق للحصول على توقيعه، لكنه اختار الريال.
بالرغم من عبقرية ألونسو المتمثلة بتكتيكاته وأفكاره التي تمكنه من التكيف واللعب ضد كل أنواع الخصوم، وبالرغم من انجازاته مع ليفركوزن، حيث حقق لقبي الدوري والكأس ووصل بفريقه إلى نهائي الدوري الأوروبي، لا زال البعض يشك في مسألة نجاحه مع ريال مدريد، وغير متأكدين تماما من قدرته على فرض شخصيته على نادي يضم تشكيلة من أفضل اللاعبين في العالم، أمثال مبابي وفينيسيوس وبيلينغهام. فعلى سبيل المثال هل سيتمكن ألونسو من إقناع مبابي وفينيسيوس بأن يدافعوا ويلعبوا كجزء من المنظومة وليس بعشوائية وفوضى واستخدام مهاراتهم الفردية فقط، كما كانوا يلعبون تحت إشراف كارلو أنشيلوتي؟ وهل سيخلق التوازن في الفريق ويقوي خط دفاعه المتهالك، وفي نفس الوقت يرضي جميع اللاعبين ويستخرج أفضل ما عندهم؟ والسؤال المهم هو، هل أتى ألونسو في الوقت المناسب؟ بعد قبوله هذا التحدي، ألونسو نفسه من سيجيب على كل هذه الأسئلة مع انطلاق الموسم الجديد.