اليوم العالمي لحقوق الإنسان

نحو تعزيز الكرامة والعدالة للجميع
يحتفل العالم في العاشر من كانون الأول/ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهو الذكرى السنوية لأحد أهم التعهدات العالمية “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان” والذي يُحدِّد ثلاثون مادة تتضمن حقوق وحُريات الإنسان والتي لا يجوز لأحد أن ينتزعها. والتي لا تزال تُشكِّل أساس القانون الدولي لِحقوق الإنسان. ولِحد يومنا هذا، يُمثل الإعلان وثيقة حيّة، وهو الوثيقة الأكثر ترجمة في العالم، حيث تمت ترجمتهُ إلى 755 لغة.
وبالرغم من أن كُل يوم يجب أن يكون يوماً تتحقق فيه العدالة وحقوق الإنسان، إلا أنه مُناسبة جيدة لتذكيرنا جميعاً بالقيم الأساسية التي يجب أن تحكم العلاقات بين البشر، والمبادئ السامية التي تتعلق بالكرامة والعدالة والمُساواة.
تلعب القيم الثقافية والدينية دوراً كبيراً في تشكيل نظرتنا لِحقوق الإنسان. والجميع يتفق على أن الكرامة حقاً أصيلًا ثابتاً لكل إنسان، كما تحث التعاليم الإسلامية على العدل والمساواة، وتعتبر الظلم من أكبر المُحرّمات، مُشدِّدة على أهمية الإنصاف في التعامل مع جميع البشر.
حقوق الإنسان لا تعني فقط ضمان الحريات الأساسية، ولكنها أيضاً تضمن توفير الحماية للأفراد من أي شكل من أشكال الإضطهاد أو الظلم. ولذا فإن اليوم العالمي لحقوق الإنسان يُعد فرصة للتأكيد على أن بناء مُجتمع عادل ومتساوٍ يتطلب منا كأفراد ومؤسسات العمل معاً لحماية هذه الحقوق، سواء في التعليم أو الصحة أو العمل أو التعبير عن الرأي. ويجب على الجميع، من حكومات ومجتمعات، العمل على تعزيز دور التعليم في نشر الوعي بحقوق الإنسان، وذلك لأن فهم الأفراد لهذه الحقوق يؤدي إلى مجتمعات أكثر استقراراٍ وتماسكاً.
وفي هذا اليوم، ندعو الجميع إلى التفكير في أدوارهم، سواء كأفراد أو مُجتمعات أو مؤسسات، في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها. لا يمكننا تحقيق السلام والازدهار في المنطقة دون احترام حقوق كل إنسان، والإيمان بأن العدل والكرامة هي حقوق ثابتة للجميع.
وفي النهاية، يحمل اليوم العالمي لحقوق الإنسان رسالة مهمة للجميع: نحن جميعاً نستحق أن نعيش بكرامة وأمان، وعلينا أن نعمل معاً لبناء عالم يحترم الحقوق ويعزز المساواة ويكرّم إنسانية كل فرد فيه.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *