
الثالث من تشرين الأول /ديسمبر
دعم وتمكين لأصحاب الهمم
يوم الثالث من تشرين الأول هو اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة أو كما كان يُسمّى سابقاً باليوم العالمي لإصحاب الإعاقة، والذي يُحتفل به سنوياً في الثالث من ديسمبر، يُعتبر هذا اليوم فرصة للتوعية والتأكيد على أهمية دمج أصحاب الهمم في مُجتمعاتنا. هذا اليوم يُسلّط الضوء على حقوق وإحتياجات الأشخاص المُعاقين أو ذوي الإجتياجات الخاصة، ويُعزز جهود تمكينهم وتوفير فرص عادلة لهم في جميع مجالات الحياة، بما في ذلك التعليم، والعمل، والصحة، والحياة الاجتماعية. مع التركيز على إزالة العوائق التي تحول دون تمتعهم بكامل حقوقهم، و تهيئة الأماكن العامة والمرافق لتكون ملائمة لاحتياجاتهم الخاصة.
في منطقة الشرق الأوسط، تلعب القيم الثقافية والدينية دوراً هاماً في تشكيل نظرة المُجتمع تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، ففي الإسلام، تُعتبر العناية بالأشخاص ذوي الإعاقة من أسمى أعمال الخير، حيث يُكرّم الله سُبحانه وتعالى جميع البشر على إختلاف قدراتهم. وقد أوصى النبي محمد ﷺ بالإحسان إلى جميع الناس، ودعا إلى العدل والرحمة في التعامل مع الآخرين، خاصةً أولئك الذين يحتاجون إلى دعم ورعاية أكبر.
تلعب الابتكارات والتكنولوجيا الحديثة أدوات مُساعِدة فعّالة تساعد على تجاوز الصعوبات. فقد شهدت السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً في مجال الأجهزة المُساعدة، مثل برامج تحويل النصوص إلى صوت والأجهزة الداعمة للحركة. توفير هذه الأدوات، بالإضافة إلى توعية أفراد المجتمع بكيفية التعامل مع أصحاب الهمم، يساهم بشكل كبير في تعزيز الاندماج المجتمعي والاحترام المتبادل.
كما ينبغي علينا تعزيز مفهوم التكاتف الاجتماعي ودور العائلة والمُجتمع في دعم أصحاب الهمم. إن الأسرة والمجتمع هما المصدر الأول للثقة والإلهام، كما أن المجتمع المتعاون والمتعاطف يمكن أن يساعد بشكل كبير في تخفيف الشعور بالعزلة الذي قد يعيشه بعض الأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي الختام، فإن اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة يُعد فرصة لنا جميعاُ لإعادة النظر في أدوارنا كأفراد ومؤسسات لتحقيق بيئة أكثر شمولاً ودعماً. بالإحترام والتفاهم والتعاطف، نستطيع أن نبني مُجتمعات أقوى وأكثر تعاوناُ، تُقدّر كل فرد فيها بما يستطيع أن يقدمه.