
H5N1 هو نوع فرعي من فيروس الإنفلونزا A الذي يصيب الطيور في المقام الأول ويمكن أن يسبب مرضًا تنفسيًا شديد العدوى يُعرف باسم إنفلونزا الطيور. ورغم ندرة هذه الفيروسات، إلا أنها قد تنتقل من الحيوانات إلى البشر، مُسببةً أمراضًا خطيرة، وفي بعض الحالات، الوفاة. بعض فئات الناس أكثر عرضة من غيرها للإصابة بسبب تعرضها للحيوانات المصابة، مثل الأفراد الذين يتعاملون عن كثب مع الطيور أو الحيوانات المصابة، كالمزارعين، وعمال الدواجن، والصيادين وأصحاب قطعان الدواجن ومستجيبي الصحة العامة والأطباء البيطرين وموظفي مرافق الحياة البرية. العديد من سلالات إنفلونزا الطيور أصابت البشر، إلا أن سلالتي H5N1 وH7N9 هما الأبرز بين عامي 2003 و2023. وفي الآونة الأخيرة، عاد فيروس H5N1 للظهور في الولايات المتحدة، مسجلاً 68 حالة إصابة بشرية مؤكدة منذ مارس 2024، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
وقد أدى انتشار مرض إنفلونزا الطيور في أوائل عام 2025، إلى إتلاف أسراب الطيور حول العالم، مما أدى إلى تعطيل الإمدادات وزيادة أسعار المواد الغذائية مثل البيض إلى مستويات قياسية، مما دفع الولايات المتحدة إلى مطالبة ألمانيا بزيادة إمدادات البيض وسط أزمة بيض حادة في الولايات المتحدة… وأثار انتشار المرض بين الثدييات والماشية والدواجن، بما في ذلك الأبقار الحلوب في الولايات المتحدة، حيث يوجد حاليا حاليًا 1028 حالة، مخاوف الحكومات من خطر ظهور جائحة جديدة. إضافة إلى ذلك، عُثر مؤخرا على سلالة قاتلة من فيروس H5N1، لدى طيور في أنحاء شبه جزيرة أنتاركتيكا. ويخشى العلماء من التأثير المدمر الذي قد يُحدثه الفيروس على حياة الحيوانات التي تعيش في شبه الجزيرة القطبية والتي تتكاثر في مستعمرات كثيفة، مما يعني أن الفيروس قد ينتشر بمعدلات عالية، مهددا أحد أقدم النظم البيئية على وجه الأرض وأكثرها هشاشة.
وفي ظل هذه التطورات، أعلن وزير الزراعة الأمريكي بروك رولينز، خطة بقيمة مليار دولار لمكافحة إنفلونزا الطيور، لكن الخبراء يرون أن الحلول السريعة قد تظل بعيدة المنال.