تقع نابلس شمال الضفة الغربية، وهي من أقدم وأهم المدن الفلسطينية. يعود تاريخ تأسيسها إلى أكثر من 5600 عام على يد العرب الكنعانيين تحت اسم “شكيم”، أي “الأرض المرتفعة”. شهدت المدينة احتلالات وحضارات متعددة، منها الرومان والبيزنطيون والعرب المسلمون والصليبيون والعثمانيون، مما منحها طابعًا تاريخيًا مميزًا ومعالم أثرية متنوعة.
تتمتع نابلس بموقع استراتيجي هام، يربط شمال فلسطين وجنوبها، وشرقها وغربها. يرتفع سطحها حوالي 800 متر فوق مستوى سطح البحر، وتقع بين جبلين شهيرين: جبل جرزيم وجبل عيبال. لُقبت نابلس بألقاب عديدة، مثل “جبل النار”، و”دمشق الصغيرة”، و”ملكة فلسطين غير المتوجة”، نظرًا لدورها السياسي والتجاري والثقافي الرائد عبر التاريخ. لعبت المدينة دورًا هامًا في النضال الوطني الفلسطيني، وتعرضت للحصار والتدمير في مراحل مختلفة.
تتمتع نابلس باقتصاد نابض بالحياة، حيث تُعدّ مركزًا رئيسيًا لتصنيع المنتجات التقليدية مثل صابون نابلس، وكنافة نابلس، وزعتر نابلس، وجبنة. وتفخر المدينة بمؤسسات تعليمية بارزة، بما في ذلك جامعة النجاح الوطنية، أكبر جامعة في فلسطين، وتضم العديد من المعالم السياحية والدينية، مثل البلدة القديمة، ومسجد نابلس، ومقام النبي يوسف، وجبل جرزيم.
تجمع نابلس بين الأصالة والمعاصرة، وتشتهر بأسواقها الشعبية وتجارتها المزدهرة، إلى جانب تراثها الثقافي الغني، لتبقى رمزًا للصمود والثقافة في فلسطين.
