ما هو البُعد الرابع للفن؟

ما هو البعد الرابع للفنّ؟ جميعنا نعلم أن اللوحة سواء كانت تصويراً أو نحتاً أو تشكيلاً بارزاً أو غائراً على أي سطح، هي عمل فني ثنائي الأبعاد طولاً وعرضاً، أمّا العمل الفني الثلاثي الأبعاد أو المُجسّم، فهو عمل له طول وعرض وسُمك أو إرتفاع، وهي أبعاد ماديّة، ومنها ما هو إيهامي كما في أعمال فن الخداع البصري، أو فن الإنشاء في المجال والفنون التفاعلية، والفنون الوثائقية مثل فن الفيديو. كل هذه الفنون تعتمد على وسائط مُختلفة بتقنيات مختلفة لبناء العمل الفني.
كُل هذه الأعمال تفقد قيمتها بغياب المُشاهد أو الشخص المُتلّقي، إذاً هنا يكون الهدف هو المُشاهد، ودون وجوده لا يكتمل المشهد أو الحدث الفني، فالحدث وتحقيق الأثر هو الغاية الرئيسية، وهو الذي يُحدد قيمة العمل.
إذاً فالبعد الرابع للفن هو الجانب النفسي أو الحِسّي للمُشاهد، يسعى الفنان الحقيقي أو صانع المُحتوى إلى التأثير على المُشاهد سيكولوجياً ووجدانياً، ونتيجة التفاعل مع حواس الإنسان، فإن الحدث والأثر الوجداني والنفسي في إطار الزمان والمكان هو ذلك البُعد الرابع، وينطبق هذا على مُعظم الفنون المفاهيمية، بحيث بعد مُغادرة موقع تواجد العمل الفنّي أو إختفائهِ من الشاشة إن كان يُعرض من خلالها، يبقى الإنسان حاملًا للفكرة وجدانياً ونفسياً، ويصبح الإنسان بعدها حاملًا للفكرة بداخلهِ، وتنتقل من العمل إلى المشاهد، حسب مقدار تأثير العمل الفني عليه، إذاً فالبعد الرابع ليس بُعداً مادياَ كما يظن بعضهم، إنما هو الأثر النفسي على المشاهد في زمان محدد ومجال محدد أو مكان محدد.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *