
تقول العرب مثلا “أبيد الأطفال عن بكرة أبيهم” أو “خُربت القرية عن بكرة أبيها” للدلالة على أنه لم يبق شيء فى الأمر وأن كل شيء أصبح عدما. وقد تقول العرب أيضا “جاءوا عن بكرة أبيهم” بمعنى أنهم جاءوا كلهم . ولكن الأصح هو قولهم “جاءوا على بكرة أبيهم” وللمثل قصة مرجعية شديدة القسوة.
يحكى أن أحد الجبابرة العرب كان يسئ إلى قومه أشد الإساءات وكان له عشرة أبناء. فتربص قومه بالأبناء حتى إذا أحاطوا بهم واستفردوا بهم قتلوهم جميعا. ثم جاءوا بمخلاة و المخلاة هي كيس يُستخدم غالبا لوضع العلف، ثم فصلوا رؤوس الأبناء عن أجسادهم ووضعوها في المخلاة.
بعدها بحث القوم عن بكرة تعود ملكيتها للأب الجبار، و البكرة هي الناقة الفتية. وضع القوم المخلاة على ضهر الناقة وتركوها تسير لحالها نحو مكان مالكها الأب الجبار. لما رآها الأب ظن أن أبناءه قد أرسلوها بصيد، لكن عند رؤيته رؤوسهم في المخلاة صاح قائلا
جاءوا على بكرة أبيهم ، وهكذا أصبحنا نستعمل المثل.