
من المعروف أن البعوض بشكل عام ينجذب إلى جلد الإنسان عن طريق عدة مستشعرات، بما في ذلك حرارة جسم الهدف، وغاز ثاني أكسيد الكربون، والمركبات المتطايرة والروائح الأخرى, حيثُ يُعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يطلقهُ الأنسان أثناء عملية التنفس أبرز ما يجذب البعوض الى جسم الأنسان، وكذلك ثاني أكسيد الكربون الذي يتسرب من جلد الأنسان. لكن يمكن للمواد الطاردة للبعوض إخفاء هذه الرائحة.
يستشعر البعوض تغير درجة الحرارة للعثورعلى مضيف. فوفقاً دراسة حديثة نشرت في مجلة “نيتشر”, فمثلاً تستخدم البعوضة المصرية “الأشعة تحت الحمراء” كوسيلةً لرصد هدفها البشري والوصول إليه،. وتعد هذه الحشرة إحدى الناقلات الرئيسة لفيروسات مثل حمى الضنك والحمى الصفراء وفايروس زيكا إلى البشر، وهو ضرر جانبي لهدف البعوضة المتمثل في التغذي على الدماء البشرية. ولتصل إلى هذا الغذاء، تستخدم البعوضة في الوقت نفسه وسائل رصد عدة، بحسب دراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا. ترصد البعوضة المصرية أولًا التغيرات الصغيرة في ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الهواء، والناجمة عن عملية تنفّس الإنسان، وتستطيع أن ترصد هذه التقلبات من مسافة تزيد على عشرة أمتار من الشخص المستهدف.
من ناحية أخرى ينجذب البعوض إلى مواد كيميائية معينة موجودة على جلد الأنسان أثناء عملية التعرق, عند أستخدام المواد الطاردة للبعوض كالكريمات الجلدية وغيرها حيثُ تعمل هذه المواد على إخفاء أثارالمواد الكيميائية
وبحسب الدراسة التي نشرت ، تؤثر عمليات رصد الهدف في “رفع نشاط البعوضة الحركي وزيادة استجابتها لمحفزات أخرى منبعثة من الشخص المُستهدف”، بينها تحديدًا الإشارات الشمية الخاصة بالروائح البشرية، التي يمكن أن ترصدها من مسافة تصل إلى متر أو مترين. ومن ناحية أخرى، تعرف البعوضة أنها اقتربت من هدفها بمجرد أن تصبح على مقربة من بشرة الإنسان، أي على مسافة تقل عن عشرة سنتيمترات، من خلال استشعارها الرطوبة والحرارة في البشرة التي يبقى أمامها أن تصل إليها.
واستنادًا إلى عمليات المراقبة، تستطيع البعوضة المصرية رصد الأشعة تحت الحمراء من الجلد حتى مسافة 70 سنتمترًا أقله من الهدف، على مسافة “متوسطة” بين التي ترصد فيها ثاني أكسيد الكربون وروائح الجسم من جهة، وحرارة البشرة ورطوبتها من جهة أخرى.