قصر الحمراء: شاهد على عراقة المعمار الأندلسي

على مساحة 142 ألف متر مربع وفي وسط مدينة غرناطة، يتربع قصر الحمراء كشاهد أبدي على عراقة ودقة وإتقان مهندسي الأندلس في التصميم والإعمار. يرجع الفضل في بناء هذا القصر لملوك بني الأحمر الذين حكموا غرناطة أنذاك. أكثر العبارات التي تزين القصر هي عبارة “لاغالب إلا الله.” وهي عبارة تبناها بنو الأحمركشعارعند قدوم القائد محمد الأول إلى غرناطة الذي ردد العبارة عند ترحيب أهل المدينة به.

تقول الحكايات أنه قصرمن الخيال نظرا لجماله الآخاذ. يضم العديد من الساحات والحدائق والنوافير. حاول فيها مهندسوالأندلس أنذاك أن يستنبطوا صورا من القرآن الكريم لبناء القصر. فترى مثلا جنة العريف وهي المنجع الصيفي للسلاطين، بظلها الممدود ومائها المسكوب وكأنها فعلا ما يصفه القرآن الكريم.

لم يقتصربناء القصرعلى الجماليات فحسب، فقد ضم القصر كثيرا من الألغاز العلمية التي لم يُستطع حلها حتى الآن. وأفضل مثال على ذلك هو بهو الأسود. البهوعبارة عن نافورة يحيط بها إثنى عشر أسدا. يقال أنها كانت ساعة مائية، ينتظم فيها خروج الماء من أفواه السباع حيث أنه في الساعة الواحدة يخرج الماء من فم أسد واحد ثم ينضم إليه أسد ثان في الساعة الثانية وهكذا. لم يستطع المهندسون الإسبان فك هذا اللغزحتى بعد تفكيكهم لبهو السباع، بل ولم يستطيعوا حتى إعادته إلى ما كان عليه.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *