
غنت للجميع، وأطربت الجميع، غنت للغائبين والحاضرين وغنت للمنسيين والمشاهير، غنت للفرح و للحزن و غنت لمابين ذلك. آنس صوتها العذب صباحيات الآملين في يوم جميل وجلسات المحتسين لفناجين الشاي والقهوة. تلك فيروز صوت لبنان وصوت العالم العربي، لم وربما لن يستطيع تقليدها أحد، فلنلقي نظرة على جميلة الصوت والروح تلك وعلى مشوارها المليء بالإنجازات الجميلة.
نشأت فيروز في بيئة فقيرة جدا، كانت خجولة جدا، لكنها كانت مغرمة بالموسيقى والغناء. ولأن أسرتها الفقيرة كانت لا تستطيع حتى اقتناء جهاز الراديو، اعتادت فيروز أن تتم أعمال البيت ونوافذ البيت مفتوحة كي يتسنى لها الإستماع لأصوات أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب واسمهان القادمة من راديوهات الجيران.
في حفلة مدرسية وعندما كانت فيروز تبلغ من العمر 14 عاما، التقت بالملحن محمد فليفل الذي أعجب بصوتها ومن ثم أقنع والدها بالتحاقها بكورس الإذاعة للمشاركة في الأغاني الوطنية. اعتنى فليفل بصوت فيروز ولعل أبرز التمارين التي علمها إياها هي تجويد القرآن الكريم، حيث يعتبر هذا التمرين أسلوبا صوتيا يُعتمد لضبط وتحسين وإتقان الطبقات العالية في الغناء.
وأظن أن فيروز أتقنت كل شيء وتشهد لها بذلك مسيرتها الحافلة بالنجاح.