غرناطة: كيف استطاع أندلوسيوها أن يجعلوا منها مدينة ساحرة

كفاك فخرا أن يقول عنك الرسام والكيميائي الفرنسي هنري رينيو عند وقوفه بقصر الحمراء: “مقارنة بالفنان الذي صنع هذا نحن برابرة، أوباش متوحشون.” تلك غرناطة الأندلسية، مازالت شاهدة على حضارة فهم أهلها المعنى الحقيقي للتحضر فصنعوا مدينة يُحق لها أن تسمى مدينة.
استحدث مهندسو المدينة الأندلسية طرقا جديدة لتوزيع المياه من النهر إلى الجبال في تحد لقانون الجاذبية. بنى الأندلسيون أنذاك سدا كبيرا أوصلوه بسواق تحمل المياه إلى مستودعات حيث يتم رفعها نحو الجبال عبرالنواعير ومن ثم تُوزع عبر السواقي بهدف الري أو لتزيد الهندسة المعمارية الأندلسية بهاءا وجمالا.
هذه الهندسة المائية الفريدة من نوعها جعلت من مدينة غرناطة مدينة الحدائق الغناء لتطور طرق الري بها، فهاهو قصر الحمراء يتفاخر بشلالاته ونافوراته القادمة أصلا من أسفل الجبل. فتلك غرناطة أو “كرانتام” المشتقة من اللاتينية بمعنى الرمانة وقيل سميت بذلك لكثرة حدائقها ولجمالها ولمنازلها الكثيفة التي تشبه الرمانة المشقوقة.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *