يُطلق على زنجبار أحيانًا اسم ”جزر المالديف في إفريقيا“ بسبب شواطئها الرملية البيضاء ومياهها الفيروزية الصافية ومناخها الاستوائي، وهي أرخبيل خلاب يقع قبالة ساحل تنزانيا. وقد حوّلها موقعها المتميز على طول طرق التجارة القديمة في المحيط الهندي إلى مركز مزدهر للتجارة يربط بين إفريقيا والشرق الأوسط والهند وما وراءها. وبحلول القرن التاسع عشر أصبحت زنجبار مرادفاً لتجارة التوابل وتصدير القرفة إلى جميع أنحاء العالم بينما كانت تلعب دوراً أكثر قتامة كمركز لتجارة الرقيق في شرق إفريقيا تحت الحكم العُماني. ترك هذا المزيج من الازدهار والاستغلال أثراً دائماً على الجزيرة.
يمتد تأثير زنجبار إلى ما هو أبعد من شواطئها حيث شكّلت الهوية الثقافية للساحل السواحلي وشرق إفريقيا ككل. تتميز مدينة ستون تاون وهي مركز تاريخي وموقع تراث عالمي لليونسكو بهندستها المعمارية الفريدة ومبانيها القديمة وأزقتها الضيقة ومعارضها ومتاحفها وبازاراتها. وتشهد موسيقاها وخاصةً موسيقى الطرب على هذا الاتحاد، حيث تجمع بين الألحان العربية والإيقاعات الإفريقية والآلات الهندية ولا تزال صوتاً مميزاً للمنطقة. أصبح مطبخ زنجبار الممزوج بالتوابل والنكهات من جميع أنحاء المحيط الهندي ركيزة اساسية في ثقافة الطعام في شرق إفريقيا. واليوم لا تحتفل زنجبار بأهميتها التاريخية فحسب بل تلعب أيضاً دوراً حيوياً في الحفاظ على الثقافة السواحلية والترويج لها من خلال المهرجانات والفن والسياحة.