
بدأ نادي ريال مدريد مشواره نحو لقبه الخامس عشر “رقم قياسي لم يحققه أي فريق أخر في القارة العجوز” ، وكانت بدايته صعبة نوعا ما بالرغم من أنه فاز بجميع المباريات في مجموعته ذهابا وإيابا، حيث إستهل مشواره بالفوز على فريق يونين برلين الألماني بهدف دون رد سجله النجم الأنجليزي جود بيلينغهام في الوقت القاتل، أمام أنظار 80 الف متفرج من مشجعيه على ملعب سانتياغو بيرنابيو “معقل النادي الملكي” ثم ضاعف عدد نقاطه بعد أن حقق الفوز في جميع مبارياته في دوري المجموعات في مجموعته التي ضمت أيضا نادي نابولي الإيطالي وبراغا البرتغالي.
تأهل الميرينغي الى دور الـ 16 بعد حصده لبطاقة التأهل الأولى من المجموعة الثالثة وذهب الى أمانيا لملاقاة نظيره لايبزيغ الألماني الذي تأهل الى هذا الدور كثاني المجموعة السابعة. وبالرغم من أن الريال لم ينزل الى أرضية الميدان بكل نجومه الأساسيين بأمر من مديره الفني السيد كارلو أنشيلوتي، الا أنه وصل كثيرا الى مرمى الخصم وحاول جاهدا الخروج بنقاط المباراة الثلاثة، الا أن الصلابة الدفاعية والرغبة التي أمتلكها لاعبوا لايبزيغ الألماني بددت جميع مجهودات لاعبي ريال مدريد وأجلت تسجيلهم للهدف الذي كان سيحررهم كثيرا ليلعبوا بأريحية أكثر، الى أن وجد الريال الحل عن طريق نجمه المغربي الصاعد إبراهيم دياز، والذي سجل الهدف بعد مجهود ومهارة فردية فريدة من نوعها، حيث أستلم الكرة في منتصف ملعب الخصم وراوغ 3 مدافعين قبل أن يرسل كرة يسارية لولبية سكنت شباك الحارس الألماني كوبيل، وإنتهى لقاء الذهاب بفوز الملوك بفضل هذا الهدف وعبورهم الى الدور الربع النهائي بعد تعادل الفريقين بهدف لمثله في مدريد في مبارة الأياب من الدور نفسه.
بعد تأهل الريال لدور الـ 8 بفضل هدف إبراهيم دياز، أوقعته القرعة مع المرشح الأقوى للبطولة وحامل لقب النسخة الماضية منها، نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي أطاح بالريال وفاز عليه برباعية دون رد في لقاء العودة على ملعب الأتحاد بعد أن تعادل الفريقان إيجابيا في مدريد العام الماضي. حتى أغلب مشجعي النادي الملكي لم يكونوا متفائلين في هذا الدور، الا أن السيد كارلو أنشيلوتي أظهر الفريق بشكل مغاير جدا عن العام الماضي ودافع على الطريقة الأيطالية المشهورة في كرة القدم طيلة الـ 180 دقيقة بين الذهاب الذي إنتهى بالتعادل 3-3 في البيرنابيو والإياب الذي إنتهى بتعادل إيجابي أيضا بنتيجة 1-1 لكي يحتكم الفريقان الى ركلات الجزاء الترجيحية والتي أظهر الريال فيها شخصية البطل وإنتقم من السيتي ومدربه غوارديولا في واحدة من أجمل المباريات على ملعب الإتحاد معقل النادي الأنجليزي.
إستمر أنشيلوتي ونجومه بإفتراس الخصوم وإخراجهم من البطولة وإستمر تغلبه على الأندية الألمانية على وجه التحديد، حيث كان بايرن ميونيخ ثالث نادي ألماني يقصيه الريال في هذه النسخة بعد كل من يونين برلين ولايبزيغ، لكي يضرب موعدا مع فريق ألماني آخر هو نادي بوروسيا دورتموند في نهائي ويمبلي في العاصمة البريطانية لندن. تمكن ريال مدريد من الصمود أمام الهجمات المتكررة لنادي بوروسيا كما تألق حارس الريال تيبو كورتوا وصد العديد من الكرات الخطيرة، ثم بدأ الريال بفرض أسلوبه في أرضية الملعب وإفتتح التسجيل من كرة ركنية رفعها النجم الألماني توني كروس وأسكنها النجم الأسباني دانيال كارفخال شباك الحارس كوبيل في الدقيقة الخامسة والسبعون قبل أن يضيف البرازيلي فينيسيوس هدف الملوك الثاني، لينتهي اللقاء بفوز الريال 2-0 ويتوج بلقبه الخامس عشر تاركا خلفه أقرب منافسيه “ميلان الإيطالي” بسبعة ألقاب.