ركز مثل المُحترفين وتخلص من التشتت

إن كنت تبدأ يومك بحماس لإنجاز عملك ومهامك اليومية، ولكن غالباً ما يأتيك إشعار على هاتفك يسرق انتباهك وينتهي بك الأمر بإضاعة يومك في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي؟ فأنت واحد من الأغلبية الساحقة الذين يعانون مما يسمّى بــ (التشتت).
والتشتت يعتبر عدو الإنتاجية، وهو مشكلة الكثيرين من جيل التكنلوجيا الجديد، وهناك حل لهذه المشكلة. وقبل أن نوضح لكم الطرق والأساليب الفعالة التي يستخدمها الناجحون في شتى مجالات الحياة للحفاظ على تركيزهم واتمام أعمالهم بكفاءة وسرعة، سنتعرف أولاً على الأسباب التي تؤدي إلى تشتت انتباهنا وتفقدنا تركيزنا، وهي على سبيل الذكر لا الحصر:
• إشعارات مواقع التواصل الإجتماعي كإشعارات رسائل الواتساب، وإشعارات منشورات الإنستجرام والفيسبوك والتكتوك، بالإضافة إلى إشعارات رسائل البريد الإلكتروني المُستمرة، كل هذه الإشعارات هي من عوامل تشتت الإنتباه.
• محاولة القيام بمهام متعددة في آن واحد هو عامل آخر لفقدان التركيز، فعلينا أن نعلم أن دماغ الإنسان لا يمكنه التركيز على أكثر من مهمة في نفس الوقت بفعالية .
• الإرهاق والتعب وقلة النوم أو الضغط الذهني وكذلك وجودك في بيئة غير هادئة وفيها ضوضاء، كلها من العوامل المؤثرة على قدرة الإنسان على التركيز مما يؤدي إلى سرعة تشتت الإنتباه.
• وأخيراً وليس آخراً، عدم وجود خطة واضحة أو جدول عمل ثابت، قد يقدم مساهمة فعالة في أن تتيه بين المهام وفقدانك لتركيزك.
والآن دعونا نذكر لكم بعض التقنيات المستخدمة لإستعادة التركيز وإنجاز الأعمال بدون تشتت:
1. تقنية البومودورو (Pomodoro Technique): تعتبر من أفضل الطرق التي ينصح بها لِتحسين التركيز، وتعتمد على العمل بتركيز تام لمدة 25 دقيقة، بعدها أخذ استراحة قصيرة ولمدة 5 دقائق فقط، تكرر هذه العملية 4 مرات كحدٍ أقصى، وبعدها يجب أخذ استراحة أطول ولمدة تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة، وذلك لإعادة تنشيط الدماغ. تساعد هذه التقنية على التركيز لفترات قصيرة دون إرهاق وتجعلك أكثر وعياً بكيفية استخدام وقتك.
2. تقنية الجدولة الزمنية (Time Blocking): حيث يتم تخصيص فترات زمنية محددة لكل مهمة أو عمل في جدول يومي، مع تواقيت بدء وانتهاء معلومة محددة مسبقاً. ويتم تخصيص وقت محدد للبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من تفقدها طوال اليوم.
3. تقنية الثلاث مهام: حيث يتم تحديد 3 مهام رئيسية فقط لكل يوم، وجعلها الهدف الرئيسي لإتمامها بدلًا من كتابة قائمة طويلة من المهام وعدم التمكن من تحقيقها. تساعد هذه التقنية على تركيز أكثر على المهام الأكثر أهمية بالإضافة على عدم الشعور بالإرهاق من قائمة مهام طويلة، وعدم الإحساس بالفشل إن لم نستطع إنجاز كل المهام في القائمة الطويلة.
4. تهيئة بيئة عمل تساعد على تحفيز الإنتاجية:
• تأكد من أن مكتبك او مكان العمل نظيف ومنظم، لأن الفوضى تؤثر على العقل والتركيز.
• التأكد من إضاءة جيدة لبيئة العمل وتجنب الجلوس في أماكن مظلمة أو مع إضاءة خافتة.
• استخدام مكتب مريح وبارتفاع مناسب لقامتك، وكذلك جلوسك على كرسي جيد يدعم الظهر للحفاظ على راحتك وصحة جدسك.
• ان كنت تعمل على شاشات الحاسوب، فتأكد من أن تعطي راحة كافية للعينين، لأنها من العومل المهمة على تمكن الإنسان من القيام بعمله بتركيز وبدون تشتت للأفكار.
5. إزالة مصادر التشتت تماماً :
• ضع هاتفك الذكي على وضعية الطيران أو استخدم تطبيقات تساعدك على منع استلام الإشعارات المشتتة.
• أغلق جميع النوافذ غير الضرورية في متصفحك أثناء العمل.
• استخدم سماعات عازلة للضوضاء أو استمع إلى موسيقى هادئة تساعدك على التركيز.
6. تحسين العادات اليومية والتي تساعد على زيادة التركيز مثل:
• النوم الجيد من 7 إلى 8 ساعات يومياً لتعزيز الأداء الذهني.
• ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة أو اليوغا يعزز من تدفق الأوكسجين إلى الدماغ.
• اتباع نظام غذائي صحي وتناول الأطعمة الغنية بأوميغا 3 مثل السمك والمكسرات، يحسن صحة الدماغ ويُعزز من أداء وظائفه بفعالية.

نتمنى أن تساعدكم هذه التقنيات العملية على التركيز أكثر على إنجاز أعمالكم وتقليل التشتت، الجدير بالذكر أن بعض الناس قد يحتاجون إلى جهد يومي أكبر من الآخرين ليلاحظوا تحسناً في الإنتاجية وسرعة إنجازهم للمهام. لذلك فإن الإستمرارية على إستخدام هذه التقنيات هو السر في الوصول إلى المستوى المرغوب فيه من التركيز.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *