تقنية الواقع الافتراضي لعلاج الاضطرابات النفسية

تحدثنا في مقالٍ سابق عن ماهية تقنية الواقع الإفتراضي وبداياته، واليوم سنتحدث عن واحدة من التطبيقات المُهمّة لهذه التقنية، خصوصاً بعد التطور الكبير والنقلة النوعية العظيمة في العديد من المجالات الذي وصلت إليه اليوم.
بدأ المُختصون بالمجال الطبي بالإهتمام بالتطبيقات التي يُمكن أن يستخدموها لتقديم خدمات طبية علاجية ووقائية أفضل. فوصلت تقنية الواقع الإفتراضي إلى مجال العلاج النفسي، حيث تم إنشاء بيئة رقمية تفاعلية ثلاثية الأبعاد تُحاكي الواقع بدّقة عالية، لِتسمح للمُستخدمين والأشخاص المُحتاجين لعلاج نفسي بالإنغماس الكامل داخل هذه البيئة الإفتراضية عن طريق إرتداء خوذة مُزودة بشاشة وحساسات حركة، ويتم عرض مشاهد افتراضية تُشعر المريض بأنها حقيقية تماماً وبشكل مُقنع، وعن طريقها يتم إستخدام أساليب علاجية نفسية جديدة، تُمكن المريض من تجاوز مشاكل نفسية عديدة وزيادة الثقة بالنفس، بعد أن يتمكن من إجتياز إختبارات حياتية داخل الواقع الإفتراضي.
جاءت فكرة إستخدام تقنية الواقع الإفتراضي في العلاج النفسي، بعد النجاح الكبير لتقنية المُحاكاة في مجالات مُشابهة مثل التدريب على الجراحة الروبوتية، وكذلك في مجالات غير طبية كالتدريب على الطيران والتخطيط العمراني والعسكري وتصميم السيارات والمعدات والتصاميم الهندسية عموماً. حيث أتحت فرصاً جديدة في تعزيز البحث السريري والتقييم الطبي والتدخل العلاجي داخل عيادات الأطباء والمستشفيات والمختبرات البحثية.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *