
اكتملت قناة بنما في عام 1914 وهي واحدة من أهم الإنجازات الهندسية في التاريخ. تمتد القناة على مسافة 82 كيلومتراً أو 51 ميلاً عبر شبه جزيرة بنما وتربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ مما يقلل بشكل كبير من مسافة السفر للسفن التي كان عليها في السابق أن تبحر حول الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية عبر كيب هورن الخطير. كان بناء القناة تحدياً هائلاً بسبب التضاريس الوعرة والأمراض الاستوائية مثل الملاريا والإدارة المعقدة للممر المائي، لكن اكتمالها كان بمثابة نقطة تحول في التجارة البحرية العالمية. وقد أشرفت الولايات المتحدة على القناة بعد جهود فرنسية أولية وعززت نفوذها الاستراتيجي والاقتصادي في المنطقة وعلى الساحة العالمية.
كان تأثير قناة بنما على الشحن والاقتصاد العالمي عميقاً. فمن خلال تقصير الطريق البحري بين الساحلين الشرقي والغربي للأمريكتين وكذلك بين أوروبا وآسيا، قللت القناة من استهلاك الوقود وأوقات الشحن والتكاليف بشكل كبير. وقد حوّلت بنما إلى لاعب رئيسي في مجال الخدمات اللوجستية العالمية مما عزز التجارة الدولية وساهم في نموها الاقتصادي وتنميتها. وعلى مر السنين تم توسيع القناة وتحديثها بما في ذلك التوسعة التي أُجريت في عام 2016 لاستيعاب سفن أكبر مما زاد من قدرتها وأهميتها في الاقتصاد العالمي. اليوم لا تزال قناة بنما شرياناً حيوياً للتجارة العالمية حيث تتعامل مع ما يقارب من 6% من التجارة البحرية العالمية.