
الطلاق لم يكن يوما وصمة عار عند القبائل الصحراوية خاصة في مناطق الجنوب وسوس والأطلس، حيث كانت المرأة تُستقبل باحتفال رمزي عند عودتها للمنزل بعد إجراءات الطلاق.
لم تعد “العمارية” أو مواكب الزفاف هي النهاية السعيدة في حياة بعض المغربيات، بل أصبحت الكعكة السوداء” ورقصات ما بعد الانفصال عنوانًا لانطلاقة جديدة وفي ظاهرة اجتماعية لافتة، بدأ بعض المغاربة، نساءً ورجالًا، بتنظيم حفلات طلاق، تُوثَّق بالصوت والصورة وتُنشر بفخر وابتسامة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وانتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لنساء يرقصن وسط أجواء احتفالية، وأمام قالب حلوى شوكولاته كُتب عليه “مطلقة وأفتخر”، في أجواء تعلوها الضحكات والزغاريد، في مشاهد كانت قبل سنوات تُعتبر من التابوهات.
ورغم الجدل الذي تثيره هذه المشاهد، تحدثت أمينة تو، سيدة صحراوية عاصرت أجيالًا من النساء المغربيات اللواتي شاركتهن حفلات ما بعد الطلاق، والتي تعتبر تقليدًا صحراويًا عميقًا يدمج المرأة المطلقة في المجتمع من جديد.
ويرجع الباحث المغربي هذا التحول الجزئي في الظاهرة إلى التأثير الذي أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي، والتي منحت النساء فضاءً للتعبير عن تجاربهن وتوثيقها، ما أفرز أشكالًا احتفالية جديدة تعبّر عن الانفصال كبداية لحياة جديدة.
كما يؤكد أن هذه الممارسات الحديثة لها امتداد في تقاليد مغربية قديمة، خاصة في مناطق الجنوب وسوس والأطلس، حيث كانت المرأة تُستقبل باحتفال رمزي عند عودتها بعد الطلاق.