المسقوف العراقي: تراث تناقلته الأجيال لأكثر من 4000 عام

يعتبر سمك المسقوف أو المسكوف العراقي من الأطعمة التاريخية التي تناولها البابليون والسومريون على ضفاف نهري دجلة والفرات ويعد من أشهى الأكلات في المطبخ العراقي، والمسقوف هي الطريقة التي تشوى بها الأسماك في العراق، حيث يوضع عدد من الاسماك التي غالبا ما تكون أسماكا نهرية من دجلة والفرات حول نار وبينهما مسافة حتى تنضج الأسماك على حرارة النار، وهي الطريقة التي بدأت في العراق أصبحت تستخدم في العديد من الدول العربية والعالمية.
يعود تاريخ وجبة المسكوف إلى آلاف السنين، حيث اختلف المؤرخون والباحثون حول التاريخ الدقيق لهذه الأكلة، فالبعض يقول بأن أصلها يعود إلى السومريين والبعض الآخر يرى بأنها جاءت من موائد الخلافة العباسية بالعراق، هذا وقد كشفت بعثة إيطالية في مدينة الناصرية على أن سكان تلك المنطقة كانوا يعيشون آنذاك بنمط حياة مشابه لما عليه الآن، وفوجئت البعثة بالعثور على طبق طعام يحتوي على عظام سمك معد بطريقة مشابهة تماما لطريقة إعداد السمك المسكوف حاليا في العراق منذ 4500 عام. المقصود بالسمك المسكوف هو شوي السمك الذي عادة ما يكون من أنواع السمك النهري كالبني والقطان والشبوط، على الطريقة العراقية في العاصمة بغداد وتحديدا في “شارع أبو نؤاس” الذي يقع على امتداد نهر دجلة في المدينة.
وعادة ما يُقدم هذا الطبق مع السلطات العراقية وخبز التنور الحار، وتشكل وجبة المسكوف أهمية خاصة في المطبخ العراقي حيث قيمته الغذائية ومذاقه اللذيذ يجعلانه واحدا من الأطباق المفضلة للعراقيين في كل مكان وزمان.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *