
في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتشكل فيه الهويات من جديد، تقف المرأة بثقة في مفترق طرق بين ما اعتادت عليه المجتمعات، وما تفرضه طموحاتها. لم تعد الأنوثة اليوم تقتصر على الصورة النمطية المتمثلة في الجمال والنعومة فحسب، بل أصبحت مرادفًا للقوة، والنجاح، والاستقلال، والقدرة على التغيير.
المرأة العصرية لم تعد تنتظر الفرص، بل تصنعها. هي الأم، وهي الموظفة، وهي القيادية، وهي ريادية الأعمال التي لا تتردد في المغامرة وتحمل المسؤولية. ومع ذلك، ما زالت تحافظ على قلب دافئ، وحدس قوي، وشغف لا يتلاشى تجاه من تحب ومن حولها. لكن التحدي الحقيقي الذي تواجهه الكثير من النساء اليوم ليس في خوض مجال العمل أو التعليم، بل في تحقيق التوازن بين جوانب حياتها المختلفة: أن تكون ناجحة دون أن تنهك، حنونة دون أن تستغل، مستقلة دون أن يساء فهمها.
المعادلة ليست سهلة، لكنها ليست مستحيلة. السر يكمن في أن تدرك المرأة قيمتها الذاتية، وتفهم أن حب الذات ليس أنانية، وأن قول كلمة “لا” ليس قسوة. حين تعرف المرأة ماذا تريد، وتملك الشجاعة لتقولها، تبدأ خطوات التغيير الحقيقي.
في النهاية، يظل السؤال مطروحا: هل تستطيع المرأة أن تكون كل ما تحلم به، دون أن تتخلى عن أنوثتها؟
والجواب: نعم، بكل تأكيد. لأن الأنوثة لم تكن يومًا عائقًا أمام الإنجاز، بل كانت دائمًا دافعًا له.
تحية إجلال وتقدير للمرأة العربية، العمود الفقري الذي تقوم عليه المجتمعات لما تحمله من التزامات تجاه مسئولياتها كمربية نشئ، وكنموذج مشرف للمرأة العاملة وما تمثله من فخر واعتزاز ومثال يحتذى به.