
كثيرا ما نتحدث في وقتنا الراهن عن اللوغريثميات وعن الطرق الحسابية التي تستخدم تقنيات اللوغاريثم، فمن له الفضل الأول في ما وصل إليه العالم في علم الرياضيات والحواسيب كما نعرفه اليوم؟ نتحدث هنا عن عالم الجبر والفلك و الجغرافيا محمد ابن موسى الخوارزمي.
انتقل الخوارزمي من بلاد فارس إلى بغداد ليكون قريبا من دار الحكمة و يستفيد بذلك من المراجع الموجودة هناك. درس الأرقام الهندية في محاولته لوجود طريقة اسهل للحساب بعد أن كان الحساب بالأرقام الرومانية شبه مستحيل فمجرد جمع هذه الأرقام كان يتطلب جهدا جهيدا ناهيك عن عمليات الضرب، ولذلك اوجد الأرقام العربية ثم أضاف بذلك الصفر كي يجعل العمليات الحسابية أكثر سلاسة.
كان الخوارزمي حريصا على ان يعود علمه بالنفع على عامة الناس وعندما رأى انشغال الناس بأمور الإرث و الحساب، بدأ في تأليف كتابه “الجبر و المقابلة”. الجبر أي إصلاح الكسر وهي المفردة التي مازالت تُستعمل إلى يومنا هذا للإشارة إلى المعادلات الرياضية التي تتبع خطوات معينة للحصول على الحل و بذلك نكون قد “جبرنا” الكسر الذي كان بالمعادلة بعد أن عثرنا على الحل.
أما عن اسم هذا العالم الكبير فقد أصبح “ألوغاريتم” عوضا عن الخوارزمي بعد أن تم تعجيمه. و عندما نتحدث عن اللوغاريثميات فإننا نقصد معلومات معينة أو خطوات متبعة لبلوغ هدف ما، و بالتحديد الخطوات التي استحدثها الخوارزمي في حله لمسائل الرياضيات. وبذلك نستطيع أن نقول أن حاسوبات زماننا معبئة بلوغاريثميات تمكنها من الوصول إلى نتيجة ما تعتمد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على المبادئ التي سنها عالمنا الكبير الخوارزمي.