
اشتهرت سوريا بتنوعها العرقي والديني و بمختلف ثقافاتها وجميل طبيعتها ولذيذ اكلها و اختصت كل مدينة منها بشيء ما. فعلى سبيل المثال، نذكر دمشق، مدينة الياسمين التي اشتهرت بالصناعات التقليدية وبرع حرفيوها في النقش على النحاس والخشب ونخص بالذكر في هذا المقال الشهباء وقدودها الحلبية، فماهي القدود الحلبية و كيف أصبح هذا الفن لصيقا بهذه المدينة العريقة؟
القدود الحلبية هي نوع من الطرب اشتُهرت به المدينة وكلمة قد جمع قدود تعني المقاس أو المعيارو ذلك كون هذا النوع من الأغاني كان يُلبس على لحن ما. غالبا ما كانت هذه الألحان لنشيد صوفي أو موشحة أندلسية أو أغنية شعبية متوارثة. ويمكن القول أن هذا النوع من الغناء ظهر في الأندلس، لكنه عندما وصل إلى حلب أضيفت إليه أهازيج تركية وفارسية أعطته طعما مختلفا عن ما كان عليه بالأندلس.
إرتبط هذا النوع من الغناء بمدينة حلب لأنها أولا كانت مدينة تجارية يعتادها الكثير من الناس، وربما كانوا يسمعون ولأول مرة تجانس الأنغام الأندلسية والعثمانية والفارسية، ولأنهم كانوا يسمعونها في حلب، ارتبطت تسميتها باسم المدينة. لُقبت المدينة بعاصمة الموسيقى و قد كانت محطة لإختبار فنانيين ذوي جدارة موسيقية عالية. نذكر من بين هؤلاء عبدو الحامولي وسيد درويش ولعل أبرز من أبدع في هذا الغناء هو الراحل صباح فخري.
فهل صحيح أن كل الحلبيين يمتلكون أصواتا جميلة؟