
أهلاً وسهلاً بكم في المقالة الثالثة من سلسلة مقالاتنا عن الغضب، وكما ذكرنا في مقالتنا الأولى والتي عنوانها “الغضب وأنواعه”، فإن الغضب هو إحدى مشاعر الإنسان الأربعة الأساسية، حالهُ حال الشعور بالسعادة أو بالحزن أو بالخوف. والغضب، هو ردّ فعلٍ عاطفيٍ مُعقّد يؤثر بشكل كبير على الفرد والمُجتمع، وفي مقالة اليوم، سنتحدث عن تأثير الغضب السلبي على الصحة ومساوئهِ على المُجتمع. ولكن قبل أن نبدأ، دعوني أخبركم بإقتباسات مُهمة عن الغضب” قد تُغير نظرتنا علن الغضب، أول إقتباس هو “الغضب هو العقاب الذي نعاقب به أنفسنا على خطأ اقترفه شخص آخر” وثاني إقتباس: “إن غضبك سيؤذيك أكثر من حجم الإساءة التي ستغضب من أجلها”.
عند الغضب، يفرز جسم الإنسان مؤقتاً هرمون الأدرينالين والذي يُفرز أيضاً عند الخوف، وهرمون الكورتيزول المسؤول عن علاج القلق، وذلك نتيجةً لإرتباط الغضب بمشاعر الخوف والقلق. إفراز هذه الهرومنات مُهمّ للإنسان أثناء الغضب، لإنها تُساعده على الإستعداداً لبذل مجهود بدني كردّ فعل للغضب. ولإن هذه العملية تؤدي إلى زيادة في مُعدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، وزيادة في التعرّق، ويتمكن الجسم التخلص من تأثير هذه الهرمونات بعد إنتهاء نوبة الغضب، ولكن عند إستمرار حالة الغضب عند الشخص لوقت طويل أو تكرارهُ خلال فترات زمنية مُتقاربة، فسيستمر تأثيرها على الجسم لفترة طويلة وستكون ضارّة جداً للجسم.
وحسب الدراسات، فإن حالات الغضب المُستمر والغير مُعالج، يؤدي إلى الشعور بالصداع، والكآبة، والأرق. بالإضافة إلى ضيق في الصدر وإحتمالية الشعور بالغثيان والدِوار والتعب والإرهاق وآلام في العضلات. ومن المُمكن لحالات الغضب المُستمرة، أن يكونت لها تأثير سلبي على الذاكرة والتركيز. ولكن أخطر المساء هي الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
لذلك، فمن المُهم جداً أن ننشر الوعي بين الناس على مساؤ الغضب، وخصوصاً لِمن لديه شخص من عائلته يكون سريع الغضب ويبقى غاضباً لفترات طويلة.
سنتكلم في مقالتنا التالية عن إدارة الغضب والسيطرة عليه