التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال

مواقع أو وسائل التواصل الاجتماعي هي عبارة عن منصات إلكترونية تمكن جميع مستخدميها من تبادل المعلومات والأفكار والآراء، بالإضافة الى قابلية مُشاركة صور وملقات وفيديوهات فيما بينهم عن طريق هذه المواقع وداخل مجتمعات إفتراضية. هناك منافسة قوية بين العديد من مواقع التواصل مثل منصة الفيسبوك والانستقرام ومنصة تويتر التي أصبح إسمها “اكس” وتطبيق تيك توك الشهير والعديد من المواقع الأخرى. ولا شكّ في أن هناك إيجابيات تُقدمها هذه المنصات للعالم وللمُجتمعات عموماً وللفرد على نحو خاص، ولكنها قليلة جدا مُقارنة بالسلبيات، وإليكم بعض التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الإجتماعي على الأطفال بالذات لأنهم الفئة الأضعف والأكثر تأثرا بهذه التكنلوجيا الحديثة.
إحدى العادات السلبية التي يمكن للطفل أن يتبناها بعد الاستخدام المفرط لهذه المنصات هي الإنطوائية والعزلة، حيث سيندمج الطفل كليا بالعالم الالكتروني ويدمن مُشاهدة مقاطع الفيديو والألعاب طوال الوقت مع اصدقائه مما يجعله يهمل علاقته الأسرية ولا يتعلم المهارات الإجتماعية الضرورية. التشتت الذهني وفقدان التركيز هما من اسوأ ما قد يصيب الطفل بعد الاستخدام المفرط لمواقع التواصل، وذلك بسبب الوتيرة السريعة لتفاعل لوغاريتميات المواقع مع ما يعجب الطفل، مما يجعله غير قادر على العودة الى الحياة الطبيعية. خلل في سلوكيات الطفل وتغيير في الأخلاقيات نتيجة إبتعاده عن الواقع، خصوصاً إن أصبح الطفل ضحيّة المقاطع والإعلانات المُخلّة بالآداب، بحيث يتعلمون كلمات والفاظ وافعال غير لائقة وربما تقودهم للإنحراف المُبكر.
ولتلافي الوقوع في أضرار مواقع التواصل الإجتماعي، يجب على الآباء:
أولاً : فرض أوقات معينة ومحدودة للأطفال لكي يستخدموا فيها الهواتف والألواح الذكية، بالإضافة إلى فرض سيطرة إلكترونية كاملة على البرامج والمنصات التي يمكن للأطفال ان يستخدموها.
ثانياً : رفع مستوى الوعي لدى الأطفال عن طريق النصح الإيجابي والطرق الحديثة في التعليم. ويفضل استخدام المنصات التعليمية والمناسبة لِعمر الطفل، بالإضافة إلى توخى الحذر بشأن العلاقات الإلكترونية داخل تلك المواقع والمنصات، وان لا يتحدثون مع غرباء.
ثالثاً : التأكد من الحفاظ على سرية البيانات، سواء عن طريق تدريب المستخدمين، أو استعمال برامج حماية خاصة.
رابعاً : قضاء وقت كافي مع الأطفال لترسيخ التعاليم الدينية والأخلاقية وتعليمهم العادات والتقاليد العائلية، لتجنب المواقع التي تنشر العادات الأخلاقية السيئة مثل السبّ والشتم وعدم احترام الآخرين والتنمر، بالإضافة إلى المواقع الإباحية التي تنشر صور وأفلام غير أخلاقية وتوضيح حرمتها له.
هذه النصائح والتعليمات هي لمساعدة الأطفال على تجنب الوقوع في مخاطر مواقع التواصل، وإذا ما قام الآباء بتنفيذها بحرص وعناية، سنتمكن من توجيه سلوكيات وأفعال الأطفال الصحيحة، مما يساعدهم على نشئة أخلاقية سليمة. وفي الختام، نودُّ توجيه رسالة للآباء والأمهات، بأنَّ لكل شخص منا رسالة في هذه الحياة والأطفال هم رسالة مهمة جداً من رسائل الحياة التي يجب ان نؤديها على أكمل وجه وذلك بتوجيههم إلى الطريق الصحيح والحرص والعناية بهم بأكمل وجه.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *