الأسطرلاب يُعتبر أقدم أداة فلكية محمولة أخترعت في الحضارة الهلنستية اليونانية القديمة بين عامي 150 و220 قبل الميلاد. يعود أصل الكلمة إلى “Astolabos” اليونانية الأصل والتي تعني “لاقط النجوم”، لكن الكلمة أخذت دلالة عربية وأصبحت جزءاً من القاموس العربي بعد طوّرها العرب في القرن الثامن، وأبدعوا في صناعتها بدقة متناهية تؤدي إلى نتائج دقيقة جداً، وأبدعوا أيضاً في إستخدامها في رصد المسافات الفاصلة بين الأجرام السماوية، وتحديد ساعات الليل والنهار، والجهات الأصلية، وفي زخرفتها وتزيينها بأسماء النجوم العربية.
أستخدم الملاحين وعلماء الفلك الإسطرلاب في تحديد المواقع على الأرض وفي السماء، إضافة إلى استخداماته الأخرى المُتعددة من المُمارسات الدينية والتعليم، بالإضافة الى عدد من العمليات الحسابية مثل تحديد الوقت من خلال مراقبة مواقع النجوم والشمس، وتحديد إتجاه القبلة وتحديد الأبراج. ولكن رغم بساطة الآله، إلا أنها تحتاج إلى خبرة ودراية في التعامل معها.
بالرغم من أن الإسطرلاب بدأ يفقد سطوتهِ نهاية القرن السابع عشر الميلادي مع إختراع الساعات ذات العقارب وإبتكار التلسكوبات وغيرها من الأدوات الصناعية الحديثة، لكنه خلّد مكانتهُ في التاريخ بوصفه واحد من أعظم الإختراعات وأهم الآلات في تاريخ الحضارة، التي إرتبطت بعلاقة الإنسان بالزمان والمكان، تلك العلاقة الجدلية والمعقدة.
وصل الإسطرلاب إلى أوربا عن طريق الأندلس بعد وصول العرب والمُسلمين إليها، ولكنّه لم ينتشر في القارة الأوربية إلا في القرنين الثالث عشر والرابع عشر.
تنحصر أنواع وأشكال الأسطرلابات حسب تمثيل إسقاطات الكُرة السماوية على سطْحٍ مستوٍ، أو مسقطها على خط مستقيم، أو الكرة بذاتها بلا أيِّ مسقط. وهي كما يلي: الأسطرلاب المُسّطح، والأسطرلاب الكروي، والأسطرلاب التام والإسطرلاب الشامل.