ابو بكر الرازي: جامع الطب و فخر الأطباء المسلمين والعالميين على حد سواء

من المقولات الشهيرة والجميلة التي تجمع رواد الطب وما قاموا به من أعمال في هذا الميدان هي “كان الطب معدوماً فأوجده أبقراط، ميتاً فأحياه جالينوس، مشتتاً فجمعه الرازي وناقصاً فأكمله ابن سينا.” حكايتنا اليوم تخص بالذكر جامع الطب وأحد عباقرة زمانه، بل وحتى أزمنة اخرى الطبيب الجليل أبو بكر الرازي. ولد الرازي في مدينة الراي وهي اليوم جزء من مدينة طهران الإيرانية، وسمي بالرازي نسبة إلى مسقط رأسه. اهتم بالموسيقى والعلوم والهندسة والفلسفة، لكنه كرس جل وقته لعلوم الطب. فلنَذكر بعضا من ما قدمه الرازي لمجال الطب.
بدأ الرازي في دراسة الطب وهو في الثلاثينات من عمره. بعد دراسته وعمله في مدينة الري، انتقل الرازي إلى مدينة بغداد حيث كلفه الخليفة العباسي أنذاك ببناء مستشفى كبير. ولكي يقرر المكان المناسب لبناء المستشفى ترك الرازي قطعة لحم في كل من الأماكن المختارة لمدة معينة ثم عاد ليتفقدها. حينها اختارالمكان الذي أُحدث فيه أقل تغيير لقطعة اللحم. كتب عن أخلاقيات الطبيب فشهد له مابعده من المفكرين بالفكر العالي. كان أول من فرق بين داء الحصبة والجدري وأول من أحدث الطب التجريبي فكان يجرب أدويته على الحيوانات قبل أن يتناولها المرضى.
جمع الكثير من الآثار والمعلومات الطبية ونسب كل معلومة إلى صاحبها. ثم أضاف إليها من علمه في أكثر من 200 مجلد ومخطوطة. بقي من أشهر الأطباء حتى ظهور العلم الأوروبي الحديث. اعتمده الأطباء الأوروبيون في أبحاثهم حتى مطلع القرن العشرين. تُرجم العديد من مؤلفاته إلى اللغة الإيطالية، وعُلقت صورته بمدرسة الطب بباريس إلى جانب صورة ابن سينا وابن رشد ورُسمت صورته في جامعة برينستون وهو يحمل ريشة بيده اليمنى وأشهر كتبه بعنوان “الحاوي” بيده اليسرىز فأي فخر هذا على الرغم من مضي أكثر من ألف سنة على أعماله.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *