إيفرست: أعلى قمة في العالم

يرتفع جبل إيفرست وهو أعلى قمة في العالم ارتفاعاً مذهلاً يبلغ 8,849 متراً (29,032 قدماً) فوق مستوى سطح البحر، وهو يمثل أعجوبة طبيعية ورمزاً للعزيمة الإنسانية. يقع الجبل في قلب جبال الهيمالايا على طول الحدود بين نيبال والتبت وقد استحوذ جبل إيفرست على خيال المستكشفين لقرون. يُعرف الجبل باسم ”ساجارماتا“ في نيبال و”تشومولونغما“ في التبت ويحمل الجبل أهمية ثقافية وروحية عميقة للمجتمعات المحلية. وقد تم قياسه لأول مرة في عام 1856 من قبل هيئة المسح المثلثي العظيم في الهند وسُمي على اسم السير جورج إيفرست وهو مساح عام بريطاني. بدأ تاريخ الجبل الحديث بشكل جدي في عام 1953 عندما أصبح السير إدموند هيلاري من نيوزيلندا وتينزينج نورجاي وهو من الشيربا من نيبال أول متسلقين يصلان إلى قمته. وقد مهّد إنجازهما الطريق لأجيال من المغامرين للسير على خطاهما ومواجهة تحديات هائلة في سعيهم للوصول إلى قمة العالم.

لقي أكثر من 340 شخصاً حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى قمة جبل إيفرست أو العودة منها. تشير المعلومات الواردة من أجهزة تحديد المواقع العالمية الموجودة على قمة إيفرست منذ أواخر التسعينيات إلى أن الجبل يستمر في التحرك بضع إنشات إلى الشمال الشرقي ويرتفع بمقدار جزء من الإنش كل عام. من الناحية الجيولوجية، تَشكّل جبل إيفرست منذ أكثر من 60 مليون سنة عندما اصطدمت الصفيحة التكتونية الهندية بالصفيحة الأوراسية، مما أجبر طبقات الصخور على الانهيار والارتفاع. وتتكون قمته من الحجر الجيري البحري والحجر الرملي. على الرغم من عظمة قمة إيفرست إلا أنها بيئة قاسية حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى -60 درجة فهرنهايت وتبلغ مستويات الأكسجين فيها ثلث تلك الموجودة في مستوى سطح البحر. وقد اجتذب جمالها الهائل وخطورتها المتسلقين من جميع أنحاء العالم لكن العدد المتزايد للرحلات الاستكشافية أثار مخاوف بشأن الخراب البيئي وسلامة أولئك الذين يجرؤون على التسلق. لا تظل قمة إيفرست قمة في روعة الطبيعة فحسب، بل تظل أيضاً تذكيراً بالتوازن الدقيق بين الطموح البشري واحترام الطبيعة.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *