
من منا لم يسمع بكتاب ألف ليلة وليلة؟ ومن منا لم يستمتع بتلك المجموعة القصصية الرائعه التي تدور حول القصة المحورية للملك شهريار وزوجته شهرزاد لتتشعب منها روايات وألغاز وحكايات شعبية من ضمنها حكاية علاء الدين والفانوس السحري، وحكاية علي بابا والأربعون حرامي، ومُغامرات السندباد وغيرها التي إمتزج فيها الواقع بالأسطورة، في سرد قصص وحكايات مُمتعة مُستوحاة من التاريخ والعادات وأخبار الملوك واللصوص والجن وعامة الناس، ، فضلاً عن قصص جاءت على ألسنة الحيوانات.
كُل هذا نُقل إلينا من بقاع عديدة أهمّها بغداد، وبلاد فارس، والقاهرة، والهند، لكن الحكايات منحت بغداد أفضلية على المُدن العربية الكبيرة الأخرى كالقاهرة ودمشق ليس فقط من حيث عدد الحكايات وإنما على مستويات عديدة مثل تعدد القصص وتشعّب الملامح الإجتماعية والسياسية والثقافية للمدينة وقتها بسبب قُدرة بغداد المُنفتحة حضارياً على استيعاب الجنسيات المختلفة.
ورغم أن أحداث القصص تدور في كثير من مُدن العراق مثل البصرة والموصل والأنبار وواسط إلا أن مدينة بغداد كان لها الإهتمام الأكبر بإعتبارها مدينة مركزية للسياسة والعلم والمعرفة والترف، وشهدت شوارع بغداد أغلب حكايات “ألف ليلة وليلة” مثل قصة التاجر الثري علاء الدين الذي سافر من مصر إلى بغداد، وقصة سندباد الذي خاض العديد من المُغامرات البحرية ثم بنى لنفسه داراً في بغداد كان يُقيم فيها مجالس ليروي مُغامراته وطرائف رحلاته. إن لهذه الحكايات فضل كبير على بغداد بالتحديد بعدما حفظت تاريخها وحضارتها وخلّدتها بين الناس كـ”متحف للأعاجيب” كما فعلتةُ النقوش التي خلّفها الفراعنة على جدران معابدهم ومقابرهم.
أصبحت حكايات “ألف ليلة وليلة” جزءاً من الفلكلور الغربي ولها أهميةً عالمية بفضل تأثيرها الكبير على الأدب النثري الأوروبي والعالمي وعلى السياقات السردية والأدبية والتاريخية والسياسية، بالإضافة الى أن هناك إعتقاد سائد بأن “كتاب ألف ليلة وليلة” ساهم في تطوّر الأدب العالمي على مر العصور.
أتمنى أن تكون مقالتنا هذه قد نالت إعجابكم، ونود أن نُعلن اننا بصدد إصدار سلسلة من قصص قصيرة من كتاب “الف ليلة وليلة” لِنشر الحكمة والمُتعة والخيال، ونريد أن تُشاركونا آرائكم وإقتراحاتكم إن كنتم من مؤيدي هذه الفكرة.