
أيسلندا هي دولة جزرية تقع في شمال أوروبا وتتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة والبراكين والينابيع الساخنة وحقول الحمم البركانية والأنهار الجليدية الضخمة. ويعيش معظم السكان في العاصمة ريكيافيك التي تعمل بالطاقة الحرارية الأرضية وهي موطن للمتحف الوطني ومتحف ساغا الذي يتتبع تاريخ الفايكنغ في آيسلندا. أحد الجوانب الأكثر تميزاً في بيئة آيسلندا هو وفرة مواردها الحرارية الأرضية نتيجة لموقعها على قمة سلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي حيث تلتقي الصفائح التكتونية. ولا تعد هذه الميزات الحرارية الأرضية عامل جذب رئيسي للسياح فحسب، بل هي أيضاً عنصر أساسي في استراتيجية الطاقة المستدامة في آيسلندا.
تلعب الطاقة الحرارية الأرضية دوراً حاسماً في اقتصاد آيسلندا وحياتها اليومية. حيث يتم تدفئة ما يقرب من 90% من المنازل الأيسلندية باستخدام الطاقة الحرارية الأرضية مما يجعلها واحدة من أكثر الدول كفاءة في استخدام الطاقة في العالم. بالإضافة إلى ذلك تولد محطات الطاقة الحرارية الأرضية جزءًا كبيرًا من الكهرباء في البلاد، مما يوفر مصدرًا نظيفًا ومتجددًا للطاقة. كما تستخدم آيسلندا مواردها الحرارية الأرضية في الزراعة في البيوت البلاستيكية وتربية الأسماك وحتى في السياحة مع وجود معالم سياحية شهيرة مثل البحيرة الزرقاء. ويوضح هذا الاستخدام المبتكر للطاقة الطبيعية التزام أيسلندا بالبيئة ويشكل نموذجاً للدول الأخرى التي تسعى إلى تسخير الموارد المتجددة.