بعد موسم كروي كارثي عاشه نادي ريال مدريد وجماهيره حول العالم، إدارة النادي تتحرك لتدعيم صفوف الفريق إستعدادا للموسم المقبل. فبعد فقدان صدارة الدوري قبل شهرين تقريبا لصالح الغريم الأزلي برشلونة، لا زال الريال يقاتل من أجل إستعادتها ولكي يتحقق له ذلك عليه الإنتصار على برشلونة على أرضه وبين جماهيره في الجولة الـ 35 من الدوري الأسباني، ثم ينتظر تعثرهم في أحد الجولات الثلاثة الأخيرة للظفر بالصدارة والتمسك بها لكي يتوج بلقبه الـ 37 في بطولة الليغا إذا إنتصر في مواجهاته الثلاث الأخيرة.
الريال عانى كثيرا على المستوى القاري أيضا وليس محليا فقط، فبعد تتويجه باللقب الـ 15 العام الماضي بكل جدارة وإستحقاق، لم يكن النادي الملكي مقنعا أبدا في بطولته المفضلة هذا الموسم، وتأهل الى دور الـ 16 بشق الأنفس بعد فوزه على مانشستر سيتي في ملحق الأبطال، ثم أقصى جاره أتليتيكو بضربات الجزاء بعد مباراتين صعبتين جدا بين ذهاب في البيرنابيو وإياب في ميترو بوليتانو، قبل أن يقصيه نادي أرسنال الإنجليزي بخماسية مقابل هدف وحيد، وتفوق الأرسنال ذهابا وإيابا على مستوى الأداء والنتيجة. وفي بطولة كأس ملك أسبانيا خسر الريال اللقب لصالح برشلونة في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي.
مشاكل الريال وأسباب أداءه المتواضع ونتائجه الكارثية التي أدت إلى خسارته لقبين كان ينافس عليهما وربما يكون الدوري ثالثهم حال تعثره في الكلاسيكو الأخير لهذا الموسم، تعود إلى الإختيارات الخاطئة للتشكيلة وعدم إيجاد الحلول التكتيكية واللعب بدون أسلوب واضح أو خطة بديلة من قبل المدير الفني كارلو أنشيلوتي، الذي أثبت عدم قدرته على إدارة فريق مليء بالنجوم ولم يتمكن من خلق توازن في تشكيلة الفريق طيلة الموسم، كما أنه أثبت للأدارة والجماهير بأنه لم يعد يملك ما يقدمه للنادي، لذلك فهو في طريقه للخروج وترك هذا الدور للمدرب الأسباني الطموح تشابي ألونسو، الذي صنع التأريخ مع نادي ليفركوزن الألماني وأصبح مطلبا لكبار أندية أوروبا، إلا أنه أختار الريال الذي لعب فيه لسنوات.
لن يكون أنشيلوتي وطاقمه الراحلين الوحيدين عن النادي، بل هناك عدة أسماء من لاعبي الفريق ملتهم جماهير النادي بسبب أداءهم المتواضع وإصاباتهم المتكررة وخروجهم من دائرة إهتمام إدارة النادي التي تنوي بدأ مشروع جديد مع المدرب ألونسو، وتدعيم صفوف النادي بضخ دماء جديدة عن طريق تصعيد بعض الشباب من أكاديمية الريال وإتمام صفقات تليق بالنادي الملكي وتأريخه. سيكون لوكاس فاسكيز، دافيد ألابا، جيسوس فاييخو، وربما فيرلاند ميندي وفران غارسيا أول المغادرين مع أنشيلوتي، وتبقى بعض الأسماء محل شك، كالأسطورة لوكامودريتش الذي يقترب من الإعتزال، وأحد مهاجمي الفريق الذي قد يستخدم كورقة رابحة لإتمام إحدى الصفقات التي يحتاجها النادي وتسعى إليها الإدارة.
