
يحلّ موسم المشمش على بلاد الشرق الأوسط كزائر محمل بعبق الصيف ووعود القطاف، حيث تتزين البساتين بثمار ذهبية ناضجة تبشر بخير الأرض وسخاء الطبيعة. ويُعد هذا الموسم، الذي يمتد من أواخر الربيع وحتى مطلع الصيف، من أكثر الفصول انتظارًا في بلاد الشام، لما يحمله من ذكريات الطفولة وروائح القرى.
تعود سلالة المشمش إلى ما يقرب من 4000 عام في المناطق البرية في شمال شرق الصين وآسيا الوسطى. نقل تجار وسفار صينيون الفاكهة على طول طريق الحرير، مما أدى إلى وصول المشمش إلى بلاد الفرس والشرق الأوسط وأوروبا في النهاية.
المشمش ليس مجرد فاكهة؛ بل هو عنصر من التراث الغذائي والثقافي في المنطقة. تجفف ثماره الذهبية لتصنع منها شرائح “قمر الدين” المشهورة، وتُطهى في مربّيات تحفظ نكهته على مدار العام.
أما فوائده الصحية فهي عديدة، فهو غني بفيتامين “أ” الذي يعزز البصر ويحافظ على صحة الجلد، كما يحتوي على الألياف والمضادات الطبيعية للأكسدة، ما يجعله مفيدا للهضم ومقويا للمناعة.
قد يكون موسم المشمش موسما قصيرا، لكنه يحمل في أيامه القليلة طيفا من الفرح والصحة والحنين.