
يعاني نادي ريال مدريد الأسباني بطل أوروبا وزعيمها من مشاكل كثيرة أثرت على مردودات اللاعبين البدنية والفنية ولعل نتائج الفريق في بطولة الدوري خير مثال على ذلك، فبعكس كل التوقعات وأراء المحللين الذين كانوا يعتقدون بأن ريال مدريد سيكتسح جميع خصومه وبنتائج كبيرة وتأريخية خاصة مع وصول النجم الفرنسي كيليان إمبابي ليكون مع النجمان البرازيليان فينيسيوس ورودريغو ثلاثيا هجوميا قاهرا، يمتاز بالسرعة والمهارة والقدرة على صناعة الاهداف وتسجيلها، الا إن ذلك لم يحدث وتعثر الفريق في مباراتين من أصل أربعة كان لعبهم في بطولة الدوري الإسباني وبفارق أربعة نقاط عن المتصدر برشلونة.
عدم تأقلم إمبابي مع زملائه في الفريق وقلة الانسجام والتفاهم على أرضية الملعب هي أولى عقبات السيد كارلو أنشيلوتي مدرب الفريق هذا الموسم، إضافة الى غياب نجمي خط الوسط وأهم لاعبين فيه جود بيلينغهام وإدواردو كامافينغا بسبب الإصابة التي تعرضا لها في بداية الموسم. كما ترك إعتزال النجم الألماني توني كروس “ضابط الإيقاع” فجوة في وسط ملعب الفريق أثرت سلبا على مستوى الفريق هجوميا ودفاعيا، حيث يعد كروس من أفضل اللاعبين في العالم في مركز المحور/ الإرتكاز ولا يوجد مثيله في السوق حتى لو أرادت إدارة النادي شراء بديل له. ولكن الريال عول على بيلينغهام وفالفيردي لتعويضه، الا أن الإصابات لم تتح الفرصة الكاملة للمدرب لتثبيت بديل كروس في التشكيلة الأساسية.
أما دفاع الريال فأنه ليس بأفضل حال من خطي الوسط والهجوم، فبعد رحيل قائد الفريق ناتشو فيرنانديز “الجوكر” الذي يمكنه لعب أي دور في خط الدفاع، وبقاء النمساوي دافيد ألابا على مقاعد البدلاء بسبب إصابة في الرباط الصليبي للركبة كان قد تعرض لها الموسم الماضي ولم يتعافى منها بعد، فأن الريال الذي ينافس في ثلاث بطولات مختلفة (الدوري والكأس ودوري الأبطال) لا يمتلك سوى لاعبين إثنين في مركز قلب الدفاع هما الألماني أنتونيو روديغير والبرازيلي إيدير ميليتاو، وإذا ما أصيب أحدهما أو لم يتمكن من اللعب بسبب تراكم البطاقات أو الطرد، فإن السيد أنشيلوتي سيضطر الى توظيف تشاوميني “وسط مدافع” كقلب دفاع كما فعل الموسم الماضي. الجميع يرى في كارلو أنشيلوتي مدربا ناجحا وقادرا على إجتياز المصاعب والمحن وتوظيف ما يتوفر لديه من لاعبين بشكل جيد لتحقيق الألقاب. فهل سينجح من حل مشاكل الفريق هذا الموسم ويستمر في تحقيق الألقاب؟ هذا ما سنعرفه لاحقا.