القيمر: قشطة الحليب المخثرة الشهية

كنت أظن وبكل سذاجة ولفترة طويلة أن ذلك الطعام اللذيذ الدسم الناصع البياض الذي يطلق عليه العراقيون اسم القيمر هو اسم مصغر للقمر. في اعتقادي طعام الإفطاري ذاك سمي بهذا الإسم لأن نظارته تشبه نضارة القمر. كنت أعتقد أنه سمي كذلك لأن الإستمتاع بأكله يحاكي الإستمتاع بالنظر إلى القمر في ليلة قمراء صافية لا تشوبها الغيوم. لكن تبين لي أن الأمر غير ذلك.
كلمة قيمر، على ما يبدو، وكما أشارت بعض الأبحاث على أنها كلمة أصلها من الكلمة السومرية كامور والتي تعني زبدة الحليب. أشارت بعض الأبحاث الأخرى أن لكلمة القيمر اصول في لغة المغول واذرابيدجان وكازكيستان وهي تعني الحليب المخثر. على أي لن نخوض هنا في أحاديث عن أصول القيمر ومن الأبرع من بين هذه الدول في صنعه، فذاك جدال عقيم.
أهم من هذا وذاك هو طعم القيمر اللذيذ. للقيمر العراقي مميزات تجعله المفضل عند الكثير من الناس. تقليديا يُصنع القيمر العراقي من حليب الجاموس المتواجد في منطقة الأهوار جنوب العراق. فحليب الجاموس ذاك يتميز بدسمه وقوامه الكثيف والطري وذلك يجعل القيمر العراقي أو قيمر العرب التقليدي الصنع هو الأشهى والألذ والأطيب.