
يحتفل العالم في 18 كانون الأول / ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، تقديراً وإجلالاً لهذه اللغة العريقة التي تعتبر من أقدم لغات العالم وأجملها. تتكوّن من 28 حرف مكتوب و4 حركات تتحكم بطريقة لفظ الكلمة وتُغيّر معناها إذا تغير مكانها، ويتم كتابتها من الجهة اليُمنى إلى الجهة اليُسرى، وهي بذلك على العكس من عدد كبير من لغات العالم، وهي اللغة الرسميّة لكل دول العالم العربي، وتُسمّى بلغة الضاد لأنها اللغة الوحيدة في العالم التي تحتوي على حرف الضاد، وقد كرّمها الله سُبحانه وتعالى حيث أنزل بها القرآن الكريم، وحملت الثقافة الإسلامية والفكر العربي على مر العصور. ويمثل هذا اليوم فرصةً للاحتفاء بلغة تربط بين شعوب العالم الإسلامي والعربي وتحتفظ بتراث ثقافي وأدبي عظيم.
تمتاز اللغة العربية بسِعتها ووفرة مُفرداتها، حيث أن كل مُفردة من مفرداتها تحمل دلالات ومعاني مُختلفة، فعلى سبيل المثال للأسد أسماء كثيرة، ولكل إسم معناً خاص به، وكذلك الأمر بالنسبة لكثير من المُفردات العربيّة. وتتميز عن باقي لغات العالم بإحتوائها على العديد من الأساليب اللغوية؛ كالفصحى، والعامية، والأساليب الشفهية، والمكتوبة بالإضافة للتنوع الفني في الخطوط الكتابية، والنثرية، والشعرية، والعلمية (الهندسة والفلسفة)، وعلاوة على ما تقدم ذكره فإنّ مما يميز العربية، هو قدرتها على نقل العلوم، والمعارف من مختلف اللغات، والحضارات في منطقة الشرق الأوسط.
تُعد اللغة العربية جزءاً لا يتجزأ من الهوّية الثقافية والدينية. فاللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي روح التراث، وأداة لنقل العادات والتقاليد والأدب. كما أن ارتباطها بالقرآن الكريم جعلها لغة مقدسة، حيث تُستخدم في الصلاة وتلاوة القرآن الكريم.
وفي هذا اليوم، يُشَجَع على تنظيم الفعاليات الأدبية والندوات الثقافية التي تُبرز جماليات اللغة وأهميتها، وذلك لنشر الوعي وتقدير هذه اللغة بين الشباب، بسبب التحديات الكبيرة التي تتعرض لها اللغة العربية بسبب ميول بعض الشباب نحو استخدام لغات أجنبية للتواصل اليومي. والإحتفال بهذا اليوم هو أيضاً دعوة للعالم للتعرف على ثقافة العالم العربي من خلال اللغة العربية بإعتبارها ليست مُجرد كلمات وحروف، بل هي رمز للهوية ووعاء للتراث والفكر. لذا، يجب أن نفخر بلغتنا وأن نسعى للحفاظ عليها وإحياء تراثها في نفوس أبنائنا، لنظل مرتبطين بجذورنا الثقافية والدينية.
في الختام، يمثل اليوم العالمي للغة العربية فرصة لتجديد التزامنا تجاه لغة الضاد، وللتأكيد على دورها كجسر للتواصل والحوار بين الثقافات المختلفة.